الذكرى الخمسينية لتأسيس منظمة الهلال الأحمر المغربي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مليكة رئيسة منظمة الهلال الأحمر المغربي، اليوم الخميس بتطوان، مراسم الاحتفال الخاص بتخليد الذكرى الخمسينية لتأسيس منظمة الهلال الأحمر المغربي.
وبهذه المناسبة، تم التوقيع على اتفاقية الشراكة الخاصة بإحداث "مركب للخدمات الاجتماعية والطبية وتكوين المتطوعين والأطر الصحية"، الذي سيتم تشييده على مساحة 2000 مترا مربعا بغلاف مالي يبلغ سبعة ملايين درهم.
ووقع هذه الاتفاقية السيدة زليخة نصري مستشارة صاحب الجلالة عضو المجلس الإداري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن والسيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والسيدة ياسمينة بادو وزيرة الصحة والسيد إدريس الخزاني والي ولاية تطوان والسيد فؤاد البريني المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية عمالات وأقاليم شمال المملكة والسيد رشيد الطالبي العلمي رئيس الجماعة الحضرية لتطوان والسيد عبد الواحد الطريبق رئيس المجلس الإقليمي والسيد قدور خربوش نائب رئيسة منظمة الهلال الأحمر المغربي .
وتشكل هذه الاتفاقية إطارا ينظم علاقات الشراكة بين الأطراف بهدف بناء وتجهيز المركب، في أفق تطوير إمكانيات الشباب المتطوع من أجل نشر مبادئ الهلال الأحمر المبنية على التطوع والإنسانية والحياد.
وتؤطر الاتفاقية ثلاثة مجالات للتدخل تهم تكوين الأطر الطبية وشبه الطبية، وتوفير تداريب تكميلية وتأهيلية للأطر المسيرة وللمتطوعين في ميدان الإسعاف، وكذا احتضان الندوات الوطنية والدولية في مجال الأمومة ومحاربة التدخين والمخدرات، وتعميم مبادئ التربية الصحية والحماية من الأمراض الفتاكة، إلى جانب القضايا المرتبطة بمبادئ وتوجهات الهلال الأحمر المغربي.
وقد ألقى السيد محمد السوعلي المنسق الوطني لمشاريع الهلال الأحمر المغربي عرضا بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس قدم من خلاله لمحة عن أهم المحطات التاريخية في مسيرة منظمة الهلال الأحمر المغربي منذ تأسيسه سنة1957 على يد جلالة المغفور له محمد الخامس، واعتراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر به في1958 .
وأوضح أن تاريخ الهلال الأحمر المغربي يحفل بالعديد من المحطات المضيئة ولاسيما تدخله لإنقاد ضحايا زلزال أكادير سنة1960 من خلال تجنيده أكثر من مائة متطوع ومسعف على رأسهم صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مليكة، وإغاثة ومساعدة منكوبي الفيضانات.
وأبرز السيد السوعلي جانبا من مجالات عمل الهلال الأحمر المغربي، والتي تشمل التأهب والتدخل في الكوارث من خلال طاقم يضم32 ألف و815 متطوعا وفريقا وطنيا للإغاثة مكون من151 مسعفا وخمس فرق جهوية للتدخل في الكوارث وثلاثة مستودعات جهوية (أكادير، الحسيمة، وجدة). كما يشمل مجال عمل المنظمة جانب الأعمال الاجتماعية (الطفولة- الشباب- الكهولة)، حيث تتوفر على أربعة مراكز للتأهيل المهني وست حضانات للأطفال وستة مراكز اجتماعية.
أما المجال الثالث ، يقول السيد السوعلي فيهم الصحة العامة، حيث يتوفر الهلال الأحمر على835 مهنيا صحيا و400 مركزا للعلاج و59 سيارة إسعاف مبرزا التوجهات الاستراتيجية للهلال الأحمر المغربي، التي تتحدد من خلال أربعة محاور، يهم الأول أدوار وأولويات المنظمة والتي تتلخص أساسا في قيام الهلال الأحمر، باعتباره مساعدا للسلطات العمومية في الميدان الانساني، بالتدخل في حالة الحرب، والتأهب والاستجابة للكوارث، وتأطير الشباب وتكوين المسعفين والمتطوعين، وتقوية القدرات وعقد شراكات فاعلة مع مختلف مكونات العمل الانساني في الداخل والخارج .
وأضاف أن المحور الثاني يتعلق بالمقاربة المتبعة في إعداد المخططات، حيث يعتمد الهلال الأحمر مخططات استراتيجية رباعية مع اعتماد برامج تنفيذ سنوية، كما تقوم هذه المقاربة على مبدأ التشخيص لتحديد مواطن القوة والضعف، وتحديد الأهداف والأولويات وتعزيز الحكامة والقدرات المحلية للمكاتب المحلية والإقليمية والتدبير التعاقدي للبرامج والمشاريع.
ويتعلق المحور الثالث بمعايير اختيار البرامج والمشاريع، حيث يضع الهلال الأحمر برامج قابلة للتدبير والتمويل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا في إطار أهداف الألفية للتنمية المسطرة من طرف الأمم المتحدة، ثم تلك القابلة للانجاز في إطار الإمكانيات الذاتية للمنظمة.
ويهم المحور الرابع، يضيف السيد السوعلي، ركائز المخططات الاستراتيجية والتي تتحدد في المنظور الشمولي والدعم والتضامن والشراكة والتعاقد حول الأهداف والحكامة الجيدة.
وقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهذه المناسبة بجولة عبر مرافق معرض تضمن معطيات بخصوص أهم المنجزات التي حققها الهلال الأحمر المغربي، ومن بينها على الخصوص المركز الجهوي لطب العيون بتطوان ومدرسة تكوين الممرضين والممرضات، وبرنامج التقوية المؤسساتية للهلال الأحمر، وبرنامج دعم المجموعات المحلية الهشة، وبرنامج إعادة هيكلة برامج الإسعاف واقتناء المعدات البيداغوجية للتكوين في الإسعافات الأولية.
وقدمت لجلالة الملك، في هذا السياق، شروحات بخصوص المركز الجهوي لطب العيون بتطوان الذي تم إحداثه بغلاف مالي يناهز ثلاثة ملايين درهم، بهدف القيام بتشخيص أمراض العيون وعلاجها وجراحتها وتنظيم حملات لفحص وجراحة أمراض العيون بواسطة الوحدة المتنقلة لأمراض العيون. وتبلغ الساكنة التي ينتظر أن تستفيد من خدمات هذه المصحة التي شرعت في مزاولة نشاطها في مطلع ماي الجاري نحو50 ألف نسمة.
ويتكون الطاقم العامل في هذه المصحة من طبيب قار متخصص في أمراض العيون وأطباء أمراض العيون العاملين بالقطاع الخاص وأربعة ممرضين وتقنيين وإداريين اثنين.
كما اطلع جلالة الملك على المعطيات الخاصة بمدرسة تكوين الممرضين والممرضات للهلال الأحمر المغربي بتطوان والتي تم إحداثها بتعاون مع الصليب الأحمر الفرنسي في إطار برنامج "المبادرة الصحية". وقد بلغ الغلاف المالي الخاص بإحداث هذه المؤسسة، التي تمتد على مساحة510 مترا مربعا وتصل طاقتها الاستيعابية إلى150 تلميذا، نحو مليون و600 ألف درهم.
ومن جهة أخرى، قدمت لصاحب الجلالة شروحات بخصوص برنامج التقوية المؤسساتية للهلال الأحمر الذي يرمي إلى تمكين تقوية القدرات المؤسساتية والتنظيمية للهلال الأحمر وكذا الحصول على معدات لدعم خطة التأهب والاستجابة للكوارث ودعم برنامج السلامة الطرقية وخلق شبكة معلوماتية لتدبير وتعبئة المسعفين.
وسيتم إنجاز هذا البرنامج خلال الفترة ما بين2007 و2009 في إطار شراكة بين الهلال الأحمر المغربي، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والصليب الأحمر الإسباني، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي. ويبلغ الغلاف المالي لإنجاز البرنامج14 مليون و590 ألف درهم.
ومن جهته، يسعى برنامج دعم المجموعات المحلية الهشة إلى التحسيس والتوعية بالمبادئ والقيم الانسانية، والدعم والمساندة، والقيام بدراسة حول الهجرة والمجموعات الهشة. ويستفيد من هذا البرنامج، الذي رصدت له اعتمادات بقيمة عشرة ملايين و214 ألف درهم، نحو10 آلاف شخص من المجموعات الهشة والمهاجرين. ويتم إنجاز هذا البرنامج في إطار شراكة بين الهلال الأحمر المغربي، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والاتحاد الأوروبي والجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول الهجرة.
وقدمت لجلالة الملك أيضا شروحات بخصوص برنامج إعادة هيكلة برامج الإسعاف واقتناء المعدات البيداغوجية للتكوين في الإسعافات الأولية، والذي يرمي إلى تكوين عشرة آلاف شخص في مجال الإسعافات الأولية. ويبلغ حجم الاستثمارات التي رصدت لإنجاز هذا البرنامج خلال الفترة ما بين2004 و2008 نحو مليونين و543 ألف درهم.
وقد تم بهذه المناسبة تقديم دعم من الاتحاد الأوروبي والصليب الأحمر الفرنسي والإسباني لفائدة منظمة الهلال الأحمر المغربي وهو عبارة عن مجموعة من المعدات الخاصة بالوقاية والسلامة الطرقية، ودعم لوجيستي للتدخل السريع في حال وقوع كارثة بالاضافة الى أجهزة حديثة لربط مختلف جهات المملكة بشبكة المعلوميات لتدبير المتطوعين والمسعفين.
وفي ختام هذا الحفل، قام جلالة الملك بوضع الحجر الأساس لتشييد "مركب للخدمات الاجتماعية والطبية وتكوين المتطوعين والأطر الصحية" الذي سيستقبل150 تلميذا ويوفر نظاما داخليا لفائدة ثلاثين فتاة. وسيضم مدرجا للمحاضرات وقاعات للدروس وقاعات للأشغال التطبيقية وفضاءات مغطاة للتداريب المرتبطة بالإسعاف ومرافق إدارية.
وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته السيد عباس الفاسي الوزير الأول والسيدة زليخة نصري والسيد أحمد التوفيق والسيدة ياسمينة بادو والسيد حسن العلمي نائب رئيسة منظمة الهلال الأحمر المغربي والسيد عبد الله بن محمد الهزاع الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والسيد إيف أرنونلدي عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسيدة آن لوكترك مندوبة الجمعية الدولية للهلال الاحمر والصليب الاحمر بتونس والسيد كارلوس بايا مندوب الصليب الاحمر الاسباني والسيدة ميتي آن مندوبة الصليب الاحمر الفرنسي.
بالمصدر وكاالة المغرب العربي للانباء. موضوع مهم حتى بالنسبة للتلاميد الدين يبحثون عن موضوع يخص تاريخ الهلال الاحمرر االمغربي