تحت شعار "تأهيل العنصر البشري ضمان لجودة العمل التربوي" نظم فرع جمعية الشعلة للتربية و الثقافة بأحد كورت أياما ثقافية بالمنطقةمن 21 الى 25 ماي 2008 قصد التواصل وخلق حركية تربوية لفائدة أطفال ويافعي وشباب المنطقة، تنوع برنامج هذه الأيام بين أنشطة فكرية ثقافية، وأخرى تربوية تنشيطية وتكوينية لفائدة العنصر البشري لأحد كورت، حيث افتتحت باللقاء المفتوح لساكنة المنطقة مع الأستاذ محمد أمدي رئيس جمعية الشعلة للتربية و الثقافة حول موضوع "دور العمل الجمعوي في تأهيل العنصر البشري" ابرز من خلاله المتدخل أهمية العمل الجمعوي في بناء الشخصية الوطنية عبر مسار الحركة الجمعوية ونضالها من اجل دولة الحق والقانون، ثم مساهمته في التنمية من خلال استهداف طبقات الأحياء الشعبية عن طريق أنشطة تربوية وثقافية تغذي روح المواطنة و الدعوة إلى حب التطوع والتشبث بالأمل لتنمية المجتمع مع الارتكاز على قيم التطوع و المبادرة و الشفافية في التدبير و التداول على ممارسة المسؤولية بروح التواضع و الاختلاف و الإبداع.
في اليوم الموالي التقى شباب المنطقة مع الأستاذ كمال الهشومي مدير المشروع الوطني "من اجل شبيبة مغربية مواطنة" في ورشة عمل حول موضوع "التربية على قيم السلوك المدني" حيث اعتمد على تقنيات المقاربة التشاركية من خلال تمارين تطبيقية تلامس قضايا التربية على المواطنة وحقوق الإنسان والديمقراطية والاختلاف، مبرزا مفهوم "السلوك" و "المدني" من خلال تمارين تفاعلية عبر اعتماد الصور من الحياة اليومية والتعليق عليها، حيث توصل المشاركون بأنفسهم إلى مفهوم السلوك المدني وكيف يجب أن يتعامل الفرد ليكون مدنيا و ايجابيا لمجتمعه، ثم لوطنه.
في اليوم الموالي التقى شباب المنطقة مع الأستاذ عبد الهادي البهيج إطار تربوي وطني في ورشة عامة حول مفهوم التربية و الأسس البيداغوجية للتنشيط التربوي . أما اليوم الرابع فالتقى سكان المنطقة مع أمسية غنائية من إبداع أطفال ويافعي واطر الفرع وهي نتاج التداريب فن التعبير والمسرح والفكاهة والغناء الذين تدربوا عليهم طيلة الأيام الثقافية تحت تاطير الأستاذ عزيز زوكار و الأستاذة آسية طه مؤطران في العمل المسرحي والفن التعبيري على المستوى الوطني. نسق هذه الأمسية وعمل على تقديمها فدوى بلفحلي و الأستاذة فخيتة الخطابي و أمينة هجامي.
وقد واكبت هذه الأيام حملة تحسيسية إقليمية في مختلف مؤسسات التعليم الابتدائي، حول موضوع السلوك المدني و لدعوة والتعبئة من اجل ضمان مشاركة كل التلاميذ والأساتذة في القافلة التربوية الختامية، حيث لم تتسع قاعة دار الثقافة بأحد كورت إلى جميع الحاضرين من شباب وأطفال ويافعي المنطقة بالإضافة إلى أباء وأولياء وأساتذة المؤسسات التعليمية، استفاد كلهم من العروض التربوية والفنية التي عالجتها القافلة التربوية حول مواضيع التربية الطرقية، البيئية، الحقوقية وغيرها، تحت إشراف حماس يوسف إطار وطني لجمعية الشعلة.
لقد فتحت هذه الأيام الثقافية المنظمة من فرع الشعلة بمبادرة وتمويل ذاتي فضاء لساكنة احد كورت للانفتاح على محيطها وفسح المجال لشبابها وأطفالها ويافعيها أمام الإبداع والمبادرة، وللساكنة الاستمتاع بلقاءات هادفة وملتزمة، ورؤية أبنائهم أمام أعينهم في مبادراتهم المسرحيــــة و التربوية الإبداعية بعيدا عن المظاهر المدمرة .