علمت الجبهة نت من مصادر جد مطلعة أن بعض سكان مركز ووزكان، مصحوبين ببعض المنتخبين، نظموا وقفة احتجاجية عفوية أمام المركز الصحي لووزكان يوم الثلاثاء: 3 ماي 2007، وذلك على اثر إقدام الممرض المسؤول (ماجور) عن المركز الصحي للجبهة بسحب بعض التجهيزات الطبية من مستوصف ووزكان، والتي كانت قد تبرعت بها جمعية "MEDICUSMUNDI ANDALUCIA" الاسبانية التابعة لوكالة AECI ا(Agence Espagnole de Coopération Internationale)، والتي يرجع لها الفضل في إنشاء دار للولادة بمركز ووزكان.
وعلى اثر هذه الوقفة حضر رئيس جماعة ووزكان إلى عين المكان حيث أجرى مكالمة هاتفية مع المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليم شفشاون، والذي أخبره أن هذه التجهيزات سيتم استغلالها بالمركز الصحي للجبهة نظرا لعدم توفر مركز ووزكان للكهرباء من اجل تشغيل واستغلال هذه الأجهزة، وأنه في حالة تم تزويد المركز بالكهرباء سيتم حينئذ إرجاع الأجهزة المسحوبة من المستوصف.
وبعدما هدد السكان بالاستمرار في احتجاجهم والاتصال بالجمعية المتبرعة بتلك الأجهزة، تم إخبارهم بأن الأمر سيسوى عبر إعادة هذه الأجهزة في الغد.
وهذا ما تم، إذ حوالي الواحدة (13:00) من زوال يوم الأربعاء: 31 ماي 2007 حضرت سيارة تابعة للصحة إلى مركز ووزكان قادمة من مدينة شفشاون ومحملة بأجهزة لم يكن المركز الصحي قد توصل بها بعد، واتجهت بعد ذلك إلى مركز الجبهة من أجل إحضار التجهيزات المسروقة (حسب تعبير السكان).
بالفعل فالأجهزة التي تم سحبها من المركز الصحي تعمل بالكهرباء (جهاز إيكوغراف، جهاز الأشعة السينية "راديو"، آلتان ناسختان "فوطوكوبي"، جهاز كومبيوتر...) ومن المعروف أن جماعة ووزكان لا تتوفر على الكهرباء رغم أداء الجماعة لكل المستحقات لفائدة المكتب الوطني للكهرباء من أجل الاستفادة من هذه المادة الحيوية. لكن مسألة استفادة الجماعة من الكهرباء هي مسألة وقت فقط إذ أن الأشغال تكاد أن تنتهي من أجل ربط الجماعة مع الخط الرئيسي للكهرباء. هذا الموضوع أيضا يثير حنق الكثير من السكان إذ يشتكي العديد منهم من عدم استفادتهم كأشخاص أو كدواوير بالكامل.
يوم الاثنين: 04 يونيو 2007 حضر رجال الدرك إلى مركز ووزكان للتحقيق في شكاية تقدم بها الممرض المسؤول بالمركز الصحي للجبهة يتهم فيها بعض السكان بعرقلة عمله وملاحقته بسيارة من نوع رونو 12 من اجل التسبب له في حادث سير.
وهذا ما ينفيه السكان جملة وتفصيلا إذ اخبرنا مصدرنا أن بعض السكان قاموا بمراقبة الممرض من اجل التأكد من عدم سرقته لأجهزة طبية أخرى.
إن هذا الحدث يؤكد التدبير العشوائي لقطاع الصحة بإقليم شفشاون، الذي يعتمد أساسا على التعليمات الفوقية (الهاتفية) دون مراعاة لمصالح المواطنين. وهو يدل أيضا على التهميش الكلي للمراكز الصحية القروية، فجماعة ووزكان كانت قد تعرضت قبل سنتين إلى وباء المينانجيت أدى إلى وفاة العديد من الأطفال، ولولا تدخل الجمعية الاسبانية التي قامت ببناء دار للولادة وتجهيزه بالعديد من الأجهزة التي تفتقر إليها مؤسسات صحية أخرى (الجبهة مثلا) والتي من المفترض أن يكون حجم التجهيز فيها اكبر نظرا لأن مركز الجبهة يضم أزيد من 3000 مواطن إضافة إلى سكان البوادي والقرى المجاورة.
إن قدرة بعض الجمعيات الخيرية على بناء وتجهيز العديد من المراكز الصحية يطرح علامة استفهام كبيرة حول انسحاب الدولة من قطاع الصحة، وترك هذه العملية لمبادرات السكان والجمعيات.
إن قطاع الصحة في المغرب يتجه نحو الخوصصة بخطوات حثيثة فبعد أن تم فرض الأداء في العديد من المستشفيات وخصوصا بالمدن، أصبحت الدولة تتنصل من التزاماتها في تجهيز المراكز الصحية القروية التي مازال التطبيب فيها بالمجال إلى حد ما.
إن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو رفع ميزانية الصحة إلى مستويات مقبولة، بعد أن تعرضت للخفض طيلة السنوات السابقة، من اجل إنشاء المستشفيات والمستوصفات... تستجيب لحاجيات جميع المواطنين في المدن والقرى والمداشر، مجانا وبجودة عالية.
المصدر:
http://www.jebhanet.malware-site.www/nwes/ouaouzgane.htm