دخان وحشيش وقرقوبي في الإعداديات والثانويات
المخدرات تهدد المدارس
13 في المائة من الغاربة يدمنون على التدخين ضمنهم 132 ألفا من النساء
08:44 | 09.06.2007 عزيزة أيت موسى | المغربية
أضحت ظاهرة التدخين وانتشار المخدرات في الأوساط الدراسية المغربية، آفة حقيقية انتشرت كالنار في الهشيم، وكشف دخانها العديد من الدراسات الميدانية.
المنجزة في هذا الإطار، والتي أرجعت تفاقم الظاهرة إلى تبعات الانفتاح الذي يشهده المجتمع المغربي على الثقافات والحضارات الأخرى، واحتضان فئة من الشباب المغربي لتقاليد وعادات المجتمعات الغربية، إضافة إلى التأثير الذي تمارسه الفضائيات وتبني القيم الغربية في زمن العولمة التي تحول فيها العالم إلى قرية صغيرة.
أصبح مشهد تلاميذ يافعين ومراهقين أمام أبواب المؤسسات التعليمية، والمؤسسات الثانوية بالخصوص، وهم يُمسكون سجائر بين أصابعهم منظرا مألوفا، في الوقت الحاضر
وتزايد بشكل خطير عدد التلاميذ المتعاطين المخدرات، خاصة القنب الهندي.
وحسب نتائج الدراسة التي أنجزتها وزارة الصحة، وقُدمت أخيرا في الرباط، فإن متوسط السن عند بداية التعاطي للتدخين، أول سيجارة، هو 16 سنة .
فيما بينت دراسات أخرى أن المعدل العام لعدد المدخنين المغاربة يصل إلى 18 في المائة، 14.5 في المائة منهم يدخنون بشكل يومي، بينما 3.5 في المائة يدخنون بكل مؤقت، 31.5 في المائة من المدخنين هم رجال، و30.3 في المائة نساء، و11.4 هم مدخنون سابقون.
وبينت الدراسات ذاتها، أن الآثار السامة للتدخين والمخدرات بجميع أنواعها أصبحت معروفة ومتداولة خاصة على مستوى الجهاز التنفسي والقلب والشرايين، مؤكدة أن الوفيات والأمراض المرتبطة بالتدخين ناتجة بالأساس عن وجود مشاكل في التنفس وسرطان الرئة، وكذلك سرطانات أخرى، من قيبل سرطان البلعوم والحنجرة والمثانة والكلي وسرطان عنق الرحم.
ويعتبر المغرب رغم استفحال هذه الظاهرة، من الدول التي تبذل جهودا كبيرة لمكافحة زارعة وتجارة المخدرات خاصة بالمناطق الشمالية من البلاد، وهو ما أثر على سوق الاستهلاك ودفع جمعيات من المجتمع المدني لتنظيم حملات توعية ضد الإدمان على مخدرات متنوعة يخضع ثمنها لقانون العرض والطلب.
وأفادت دراسة لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة نشرت في مارس الماضي، أن زراعة وإنتاج القنب الهندي بالمغرب شهدا انخفاضا كبيرا عام 2005
ووصفت الهيئة الأممية نتائج حملة المغرب لمكافحة المخدرات بأنها »غير مسبوقة«
وأضافت الهيئة في تقريرها عن وضعية المخدرات في العالم خلال عام 2006، أن "المساحات المخصصة لزراعة القنب الهندي انخفضت بنسبة 40 في المائة سنة بعد أخرى، ولم تعد تمثل خلال عام 2005 إلا 72 ألف هكتار في شمال المغرب"
وحسب دراسة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة التي أشرفت عليها السلطات المغربية، فإن إنتاج القنب الهندي بالمغرب الذي تجاوز 3000 طن عام 2003، استقر عام 2005 عند 1066 طنا.
وما جعل المملكة تحتل صدارة اهتمام هذه الجهات في مجال محاربة المخدرات، كون جزء من أراضيه الواقعة في الشمال ظلت لسنوات وعقود مزارع للقنب الهندي الذي نشطت في زراعته والاتجار فيه شبكات من داخل المغرب وخارجه.
ورغم تضييق الخناق على مهربي مخدر الشيرا والكوكايين من طرف مصالح الأمن والجمارك، وإحباط عدد من محاولاتهم، فإنهم لا يكلون ولا يستسلمون، ويحاولون المرة تلو الأخرى حتى لو ضاعت بضاعة بقيمة الملايين.
ورصدت تحقيقات ميدانية تغيرات في عادات استهلاك المخدرات
إذ أمام ارتفاع ثمن الحشيش تزايد الإقبال على مخدرات رخيصة تدعى "القرقوبي"، وهي عقاقير هلوسة تروج في السوق السوداء ويستوردها المهربون من الخارج.
ففي الجزء العتيق من مدينة الدار البيضاء كان ثمن القطعة الصغيرة من الحشيش 10 دراهم (أكثر بقليل من دولار)،مع جودة مضمونة.
غير أن تغير الوضع أدى إلى ارتفاع ثمن القطعة الواحدة إلى 50 درهما، وهو ما أدى إلى تزايد الإقبال على استهلاك أقراص "القرقوبي" مع وفرة في العرض وهبوط في السعر .
و أتمنى أن تستفيدوا من هذه المقالات انها مفيدة ججا في الحياة الانسانية ..