قصص قصيرة جدا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمران عز الدين أحمد- سورية
-1 وردة لحارس الغابة
وقف حمار أمام وردة صغير جميلة, وقبل أن يهم بأكلها، بكت الوردة، واستغاثة بأعلى صوتها, ولما سمع حارس الغابة بكاءها وهم بإبعاد الحمار عنها، جاء صاحب الحمار وقتل حارس الغابة
ومنذ ذلك اليوم دأبت الورود على أن تزهر في هذا الوقت من السنة احياء لذكرى حارس الغابة
-2 قانون مؤجل
كانت جارتنا خديجة تشتري الخضرة من بقال حينا كل يوم، ولما تحسنت أحواله ارتفعت أسعاره، فقصدت بقال الحي المجاور، ولكن أسعاره ما لبثت أن ضربت أرقاما قياسية هي الأخرى، فسارعت جارتنا إلى الأحياء الأخرى.
أخيرا توحدت الأسعار في جميع الأحياء، ولكن الموت حال دون أن تهنأ جارتنا خديجة بالقانون الجديد.
-3 سؤال مواطن صغير
بعد سنوات سبع من السلام،
عاد المحتل إلى بلادنا، تتقدمه دباباته المدمرة، فلذنا بالفرار، و تبعثرنا في الشوارع والطرقات على غير هدى، فجأة وفي غمرة هذا الشتات، صرخ ابني الصغير بخوف:
إلى أين تأخذنا يا أبت؟
أجبته: إلى مكان بعيد نؤمن فيه شر هؤلاء الغرباء.
فتساءل مرعوبا"
وهل ستأخذنا الى ذات المكان الذي جاءوا منه يا أبي ؟
-4 عهد الشجرة
كانت في حارتنا شجرة تحمل ثمارا شهية، عندما شاخت رميناها بالحجارة فلم تنبت في حارتنا منذ ذلك اليوم أشجار لها ثمار شهية.
-5 علي بابا والمليون "حرامي"
قرر علي بابا ذات يوم أن يعتكف كي يحصي عدد اللصوص الذين زاد عددهم على الأربعين.
في اليوم الأول لم يخرج علي بابا، وفي اليوم الثاني لم يخرج علي بابا....ذلك انه مكث طويلا وهو يحصي عددهم
-6 ثمن بخس
هجعت المدينة بعد يوم حافل بالتعب والأرق، استقبلت الأسرة جثثا هامدة بأسمال عتيقة...فجأة سمع دوي قصف عنيف .... فبرق ورعد ثم رصاص ينهمر ..تبعثرت في الشوارع أوراق سوداء وأقلام خائنة باعت كل شيء.
-7 العانس
قررت بعد وفاة والدها أن تزج بنفسها في مغامرة ظلت طوال عمرها تخشى الخوض فيها، فتعطرت وتغنجت وارتدت أجمل ثيابها وقلدت معصميها ورقبتها مجوهرات والدتها وخرجت مسرعة وصفقت الباب وراءها.
عادت بعد ذلك إلى البيت والدماء تتراقص على وجنتيها، قبلت أمها وأختها الصغيرة ودخلت إلى غرفتها وهي تدندن "على بلد المحبوب وديني " وأخرجت من حقيبتها ساعة كان قد أهداها إياها من كانت معه قبل قليل، وقبلتها هي أيضا.
لكنها كانت معطلة تماما.
8- الحب
سالت الفتاة المراهقة باستحياء والدتها المتوردة: ماما، هل تزوجتي والدي بعد قصة حب..؟
تنهدت الأم و قالت: نعم يا بنيتي... لما هذا السؤال؟
أردفت الفتاة بمكر طفولي: و ما هو الحب يا أمي..؟
ردت عليها أمها: شيء ثمين يجعلنا نحلق كالفراشات و نخاف عليه فنخفيه في قلوبنا.
قررت الفتاة بعد ذلك أن تراقب الفراشات كي تتقن فن التحليق مثلها.
9- الوصية
جدي أوصى أبي قبل وفاته ببندقيته، و أبي أوصى بها لي، و أنا أوصيت بها لابني، و لكن الذئاب أجهزت على آخر خروف في قطيعنا دون أن يستعمل احد منا تلك البندقية.
10- لماذا تاب..؟
كان يسرق كل ما يقع تحت يده و قد اكتسب خبرة كبيرة، و أصبحت يده خفيفة جدا، فهذا ( كاره ) و قد تربى عليه، و لم يكن ينسى أصدقاءه، إذ كان يصحبه معه إلى الحانات و الملاهي و يولم له. و لكنه في الفترة الأخيرة صدف بمحافظ خالية جدباء، فلعن سره كل الاختراعات الحديثة و الكمبيوترات و البنوك و الحسابات السرية، و شعر بتأنيب الضمير، الأمر الذي دفعه إلى التوبة و ارتياد دور العبادة و الورع و التقوى