جميعا لمقاطعة الانتخابات الجماعية.يظل التعريف الكوني للديمقراطية متمثلا في حكم الشعب بالشعب من أجل
الشعب، لذلك فإن مقياس الانتخابات يبقى اختيار ممثلي الشعب طبقا لتعاقد
اجتماعي أساسه دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا لبلورة اختياراتهم الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية والتي قد تنعكس عليهم ايجابيا من حيث تحقيق التنمية
بأبعادها الشاملة .
لكن ممارسة الانتخابات في المغرب منذ خروج الاستعمار لم تكن لها نتائج
ملموسة على مستوى التنمية الشاملة، فلم تتراجع التبعية الاقتصادية، وظل الأداء
الاقتصادي لصالح حفنة من البرجوازية وأصحاب النفوذ، بينما ظل الفقر
والتهميش يتعمق في بلادنا إلى أن بلغ درجات غير مسبوقة عالميا .
ومع مرور الزمن أصبح المغاربة يعون جيدا أنهم سواء صوتوا على اليمين أو
على اليسار أو على الإسلاميين فإن ذلك لن يغير شيئا في القفة اليومية ولن يشغل
أبنائهم وأن وضعهم المعيشي سيتدهور بفعل الغلاء وتراجع الخدمات الأساسية،
ومع ذلك لم يساهم المغاربة يوما في الانتخابات التشريعية أو الجماعية أو حتى
في الاستفتاء حول الدساتير الممنوحة بحرية تامة، فقد ظل المغاربة دائما يجدون
نفسهم تحت ضغوط متنوعة من أجل الإدلاء بأصواتهم، أولا لأن مشاركة عدد
كبير من المغاربة في الانتخابات هو موجه للاستهلاك الخارجي، حتى ينتشر
الاعتقاد بأن المغاربة راضون عن النظام السياسي القائم رغم طابعه الفردي
المخزني الاستبدادي، ثم ثانيا موجه للاستهلاك الداخلي لإعطاء الانطباع بالرضا
الجماعي بالاختيارات الاقتصادية والاجتماعية المعتمدة رغم أن هذه الاختيارات
تؤدي إلى مراكمة الثروات لدى التحالف الطبقي القائم مقابل توسيع الفقر والبطالة
في مختلف الأوساط الشعبية.
عن مجموعة حزب النهج الديموقراطي على الفايسبوك :
http://www.annahjaddimocrati.org/