خرجت عاملات النسيج سنة 1857 في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الشارع في مظاهرة تنادي بتحسين ظروف و شروط العمل الممتد طيلة 12 ساعة في اليوم, و قد شنت الشرطة الأمريكية على هذا الإحتجاج هجوما متوحشا ذهب ضحيته عدة عاملات, لكن هذا الحشد من النساء قد تمكن من طرح مشكلة المرأة العاملة و إبرازها, فتشكلت بعد ذالك و بعد مرور سنتين على هذه التظاهرة نقابة نسائية لعاملات النسيج اللتي شكلت الأساس لنضالات النساء العاملات فيما بعد بحيث خرجت في 8 مارس 1908 بنيويورك 15 ألف عاملة من أجل المطالبة بتخفيض ساعات العمل اليومي من 12 ساعة إلى 8 ساعات و تحسين شروط و ظروف العمل و زيادة الأجور و إلغاء عمل الأطفال...
و في السنة الموالية(1909) حدث أكبر إضراب لعاملات النسيج و الذي شارك فيه حوالي 30 ألف عاملة و قد إمتد هذا الإضراب لمدة 13 أسبوعا إحتجاجا على سوء ظروف و شروط العمل و الأجور الهزيلة, لتصبح هذه المظاهرات و الإضرابات قاعدة تسير عليها كل النساء العاملات في العالم, و من هذا يجب تخصيص هذا اليوم للتذكير بهذا اليوم النضالي و للتأكيد على أن المرأة شأنها شأن الرجل تستغل و هي كذالك تناضل ضد هذا الإستغلال لتحقيق مجتمع خال من الطبقات و مجتمع يساوي بين المرأة الرجل في كل المجالات و بشكل جذري.
و في المغرب, ورغم ما تتغنى به أبواق الدعاية حول المكانة المرموقة التي تتبوؤها النساء فإن أوضاع النساء الكادحات لا تزال متخلفة. فنسب الأمية والتعرّض للطرد التعسفي ما تزال مرتفعة في صفوفهن مقارنة بالرجال، هذا بالإضافة إلى تواصل النظرة المتخلفة للمرأة والتي لا تزال تعتبرها كائنا دونيا مقارنة بالرجال أو "مواطنا" من درجة ثانية. هذه العقلية التي نجد لها صدى حتى في الأوساط المحتضنة للعلم والمعرفة بما في ذلك الجامعات و الكليات,
ولكن من رحم القمع المزدوج الذي تتعرض له المرأة في المغرب كانت تولد دائما مناضلات يقفن جنبا إلى جنب مع رفاقهن الرجال مقدمات أرقى درجات التضحية في سبيل قضية تحرر الشعب المغربي الكادح, و لقد أنجب الصراع من أجل الحرية مناضلات من طراز سعيدة المنبهي, زيبدة خليفة, زهرة بودكور, نساء سيدي إفني و صفرو, العاملات المطرودات(يازاكي و مروجاكو...), مناضلات الإتحاد الوطني لطلبة المغرب,....
مناضلات و مناضلون دائما متحدون في وجه القمع صامدون
تحية لكل النساء العاملات, تحية للفلاحات, للعاطلات, الطالبات,...لكل كادحة