آش واقع في الجبهة؟
مرحبا بك في منتدى آش واقع في الجبهة؟ منتدى كل جبهاوة. إن لم تكن مسجلا، المرجو التسجيل معنا
آش واقع في الجبهة؟
مرحبا بك في منتدى آش واقع في الجبهة؟ منتدى كل جبهاوة. إن لم تكن مسجلا، المرجو التسجيل معنا
آش واقع في الجبهة؟
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يبحث عن الاخبار بالجبهة والمناطق المجاورة لها، من أجل أن يكونوا جميع جبهاوة على إطلاع دائم بأخر الاخبار
 
البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  الرئيسيةالرئيسية  دخول  

 

 رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز

اذهب الى الأسفل 
+9
foda
fariss
casawi
pasteur
jebhaoui
السونتراوي
mo3atalon bila hodod
start79
targiste
13 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالإثنين مارس 16, 2009 3:19 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الفصل الأول

في السنة التسعين من سنوات حياتي، رغبت في أن أهدي إلى نفسي ليلة حب
مجنون، مع مراهقة عذراء . تذكرت روسا كاباركاس، صاحبة بيت سري، اعتادت
أن تتصل بزبائنها الجيدين، عندما يكون تحت تصرفها جديد جاهز . لم أستسلم قط
لهذا الإغراء، أو لأ ي واحد آخر من إغراءاتها الفاحشة، ولكنها لم تكن تؤمن بنقاء
مبادئي. فكانت تقول بابتسامة خبيثة : الأخلاق مسألة زمن أيضً ا، ولسوف ترى .
كانت أصغر مني بعض الشيء، ولم تعد لدي أخبار عنها منذ سنوات طويلة، بحيث
يمكن أن تكون قد ماتت . ولكنني، منذ الرنين الأول، تعرفت عل ى صوتها في
الهاتف، وبادرتها دون مقدمات:
- اليوم، أجل.
فتنهدت قائلة : آه، يا عالمي الحزين، تختفي عشرين عامً ا، وتعود لتطلب مستحيلات
فقط.
وفورا، استعادت السيطرة على فنها، وعرضت علي ستة من الخيارات الشهية،
ولكن عليك أن تعلم، جميعهن مستعملات . ألححت عليها أن لا، ويجب أن تكون
عذراء، وأريدها هذه الليلة بالذات.
فسألت مفزعة: ما الذي تريد أن تجربه؟
لا شيء، أجبتها مهان ًا، حيث تسبب الإهانة لي أكبر ألم، فأنا أعرف جيدً ا ما أستطيعه
وما لا أستطيعه.
فردت دون تأثر بأن العلماء يعرفون كل شيء، ولكن ليس كل شيء : فالوحيدون
الآخذون بالبقاء من مواليد برج العذراء هم أنتم أناس آب.
- لماذا لم تطلب مني ذلك قبل بعض الوقت؟
فأجبتها: الإلهام لا يعطي إنذارا مسبقا . ولكن، ربما أستطيع، انتظر، قالت ذلك، وهي
أكثر علمً ا على الدوام من أي رجل، وطلبت مني، ولو يومين، لتتقصى السوق......
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg

كاتب الموضوعرسالة
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالأربعاء أبريل 29, 2009 5:13 am

56
ودون استئذان . لم تكن من ظننتها، ولكن كبرياءها آلمني كما لو كانت هي . عندئذ
أدركت أنني لن أكون قادرا على التعرف على ديلغادينا وهي مستيقظة ومرتدية
ملابسها، ولا يمكن لها هي أن تعرف من أنا لأنها لم ترني قط . وفي تصرف
جنوني، قمت خلال ثلاثة أيام بحياكة اثني عشر زوجا من الأخفاف الصغيرة
الزرقاء والوردية لأطفال حديثي الولادة، محاولا بذلك منح نفسي الشجاعة على عدم
سماع أو غناء أو تذكر الأغنيات التي تذكرني بها.
الحقيقة أني لم أكن قادرا على تحمل روحي، وبدأت أعي الشيخوخة من هواني في
الحب. وجاءني دليل آخر أشد درامية، عندما صدمت حافلة نقل عامة فتاة على
دراجة، في وسط مركز المدينة التجاري . كانوا قد حملوها للتو في سيارة إسعاف،
وكان يمكن تقدير حجم المأساة من الخردة التي تحولت إليها الدراجة فوق بركة من
الدم الطازج . ولكن تأثري لم يكن كبير بسبب تهشم الدراجة، وإنما بسبب ماركتها،
وموديلها، ولونها. لا يمكن لها إلا أن تكون الدراجة نفسها التي أهديتها أنا نفسي إلى
ديلغادينا.
اتفق من شهدوا الحادث على أن صاحبة الدراجة الجريحة، شابة فتية، طويلة القامة
ونحيلة، لها شعر قصير و أجعد، وبارتباك ركبت أول سيارة أجرة مرت من هناك
وطلبت أخذي إلى مستشفى الإحسان، وهو بناء قديم، لجدرانه لون أمغر قاتم، يبدو
كأنه سجن جانح على شط رملي . احتجت إلى نصف ساعة من أجل الدخول،
ونصف ساعة أخرى للخروج من فناء يعبق برائحة أشجار مثمرة، حيث اعترضت
امرأة مدعية طريقي، نظرت إلى عيني وهتفت:
- أنا هي من تبحث عنها.
عندئذ فقط تذكرت أن ذلك المكان يعيش فيه، طليقين، نزلاء مشفى المجانين
الوديعون. كان لا بد لي من التعريف بنفسي كصحفي، أمام إدارة المستشفى، كي
57
يقودني ممرض إلى قسم الإسعاف . وجدت المعلومات عن الفتاة في سجل الدخول :
روسالبا ريوس، ستة عشر عاما، بلا مهنة معروفة . والتشخيص : ارتجاج في
الدماغ. التوقعات: تحفظ. سألت رئيس القسم إذا كان بإمكاني رؤيتها، وأنا آمل في
أعماقي أن يقال ليلا . لكنهم أخذوني إليها بسعادة، على أمل أن أكتب شيئا عن حالة
الإهمال المزرية في المستشفى.
اجتزنا قاعة تعبق برائحة حمض فينيك نفاذة، والمرضى فيها مكومون على الأسرّة.
وفي العمق في حجرة منفردة كانت من نبحث عنها ممددة على عربة نقالة . كان
رأسها ملفوفا بالضمادات، ووجهها الذي لا يمكن تفسيره مشوها و تغطى بكدمات
زرقاء داكنة، ولكن رؤية قدميها كانت كافية لأعرف أنها ليست هي . وعندئذ فقط،
خطر لي أن أسأل نفسي: ما الذي كنت سأفعله لو أنها هي؟
وبينما أنا لا أزال متورطا في شبكة عنكبوت الليلة السابقة وجدت الشجاعة للذهاب،
في اليوم التالي، إلى مصنع القمصان حيث أخبرتني روسا كاباركاس، ذات مرة أن
الطفلة تعمل فيه، وطلبت من صاحب المصنع أن يرينا منشآته، لتكون نموذجا
لمشروع قاري ستقيمه الأمم المتحدة. كان لبنانيا سميك الجلد، وقليل الكلام، فتح لنا
أبواب مملكته، على أمل أن تصبح نموذجا عالميًا.
ثلاثمائة فتاة يرتدين بلوزات بيضاء، ورماد الأربعاء على جباههن، يخطن أزرارا
في ال قاعة الفسيحة المنيرة، عندما رأيننا ندخل انتصبن واقفات كتلميذات، ونظرن
إلينا بطرف عيونهن، والمدير يشرح لنا ويوضح مساهماته في فن تثبيت الأزرار
العريق. كنت أتفحص وجه كل واحدة منهن، خائفا أن أكتشف وجود ديلغادينا مرتدية
ثيابها ومستيقظة . غير أن واحدة منهن هي التي اكتشفتني، بنظرتها الخائفة من
الإدارة التي لا ترحم:
- قل لي يا سيدي، ألست أنت من يكتب رسائل الحب في الجريدة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالجمعة مايو 01, 2009 5:10 am

58
لم أتخيل قط أنه يمكن لطفلة نائمة أن تحدث مثل هذا الخراب . هربت من المصنع
دون أن أودع، وحتى دون أن أفكر في أن من أبحث عنها هي واحدة من عذراوات
المطهر أولئك، عندما خرجت من هناك، كان الشعور الوحيد الذي تبقى لي في
الحياة، هو الرغبة في البكاء.
اتصلت بي روسا كاباركاس بعد شهر، بتفسير لا يصدق:
لقد ذهبت في استراحة مستحقة، إلى كارتاخينا دي إندياس، بعد مقتل المصرفي . لم
أصدقها بالطبع، ولكنني هنأتها على حسن حظها وتركتها تتمادى في كذبتها قبل أن
أوجه السؤال الذي يفور في قلبي:
- وهي؟
استغرقت روسا كاب اركاس في صمت طويل، ثم قالت أخيرًا: إنها موجودة، ولكن
صوتها صار متهربا وهي تقول : لابد من الانتظار لبعض الوقت . كم؟ ليست لدي
أي فكرة، سوف أخبرك لاحقًا. أحسست أنها ستفلت مني، فأوقفتها بجفاء : انتظري
أعطيني نورا ما؟ فقالت : لا وجود لأي نور، وانتهت إلى القول : كن حذرا، يمكن لك
أن تلحق الضرر بنفسك، وأن تسبب لها ضررا أكبر . لم أكن مستعدا لمثل هذا النوع
من التمنع . توسلت إليها ولو مجرد فرصة لتقريبي من الحقيقة، وقلت لها إننا في
نهاية المطاف شركاء في التواطؤ . ولكنها لم تقم بأي خطوة إضافية . بل قالت : اهدأ،
الطفلة بخير، وتنتظر أن أستدعيها، ولكن ليس هناك ما يمكن عمله الآن، ولن أقول
المزيد. وداعًا.
ظللت ممسكا الهاتف بيدين دون أن أدري من أين سأواصل، فقد كنت أعرفها جيدًا،
وبما يكفي لأن أفكر في أنني لن أستطيع الحصول على أي شيء منها إلا بالحسنى .
بعد الظهر قمت بجولة اضطرارية باتجاه بيتها، واضعا ثقتي في المصادفة أكثر من
العقل، ووجدت الباب لا يزال مقفلا وعليه ختم مصلحة الصحة . فكرت في أن روسا
كاباركاس قد اتصلت بي من مكان آخر، وربما من مدينة أخ رى. ومجرد الفكرة
59
ملأتني بنذر عكرة. ومع ذلك، في الساعة السادسة مساء، وحين لم أكن أنتظر ذلك،
وجهت إلي عبر الهاتف، كلمة السر نفسها التي كنت قد قلتها لها من قبل:
- حسن، الآن أجل.
في الساعة العاشرة، وكنت أرتجف وأعض شفتي كيلا أبكي، ذهبت محملا بعلب
شوكلاتة سويسرية، وحلوى لوز وسكاكر، وسلة أزهار متوقدة لأغطي بها السرير .
كان الباب مواربا، والأنوار مضاءة، وكانت تنساب من المذياع بصوت متوسط
الارتفاع، سوناتا الكمان والبيانو الأولى لبراهمز . وكانت ديلغادينا في السرير مشعة
ومختلفة إلى حد تكلفت جهدًا في التعرف إليها.
كانت قد كبرت، ولكن ذلك لم يبد في طول قامتها، وإنما في نضوجها المندفع الذي
جعلها تبدو أكبر بسنتين أو ثلاث سنوات، وكانت أكثر عريا من أي وقت آخر .
وجنتاها المرتفعتان، والبشرة المحمصة بشموس بحر مائج، والشفتان الدقيقتان
والشعر القصير والمجعد، كلها كانت تضفي على وج هها بريق (أبولو) براكستليس
خنثى. ولكن لم يكن ثمة مجال للخطأ، لأن نهديها قد كبرا، حتى أن كفي لم تعد تتسع
لهما، واكتمل تشكل ردفيها وتناسقهما للتو . فتنتني دقة الطبيعة الصائبة تلك، ولكن
حيل الزينة بلبلتني : الأهداب الاصطناعية، أظفار اليدين والقدمين المطلية بلون
صدفي والعطر الرخيص الذي ليست له أي علاقة بالحب . ومع ذلك فإن ما أثار
حفيظتي هي الثروة التي تتزين بها: قرط ذهبي مرصع بالزمرد، وعقد من اللؤلؤ
الطبيعي، وسوار ذهبي يتخلله بريق ألماس، وخواتم بأحجار ثمينة في كل أصابعها.
على الكرسي كان فستانها كبنت ليل موشى بالخرز والتطريز، وكان هناك أيضا
حذاؤها المخملي، صعد رعب غريب من أعماقي وصرخت:
- عاهرة.
فقد همس الشيطان في اذني بفكرة مشؤومة . وكانت كما يلي : لا بد أن روسا
كاباركاس لم تجد، في ليلة الجريمة الوقت ولا صفاء الذهن اللازمين لتنبه الطفلة

60
فوجدتها الشرطة في الغرفة وحدها، قاصر وفي مسرح الجريمة . ليس هناك من هي
مثل روسا كاباركاس في استغلال مثل ذلك الوضع : باعت بكارة الطفلة إلى أحد
زبائنها المتنفذين الكبار، مقابل أن يخرجوها نظيفة من الجريمة . وكان أول ما فعلته
طبعا هو الاختفاء ريثما تهدأ الفضيحة . يا للروعة ! شهر عسل لثلاثة . هما الاثنان
في الفراش، وروسا كاباركاس على شرفة فاخرة، تستمتع بنجاتها السعيدة من
العقاب. أعماني غضب أهوج، ورحت أهشم على الجدران كل شيء في الغرفة :
المصابيح، المذياع، المروحة، المرايا، المزهريات، الكؤوس . فعلت ذلك دون تسرع،
ولكن دون توقف أيضا، وبضجة كبيرة، وبنشوة منهجية أنقذت حياتي . طفرت الطفلة
في مكانها لدى الفرقعة الأولى، ولكنها لم تنظر إليّ، وإنما تكورت مديرة ظهرها
لي، وظلت على تلك الحال، مع تشنجات عضلية لا إرادية، إلى أن انتهت الضجة
وزادت دجاجات الفناء وكلاب الفجر من الجلبة . وبوضوح الغضب المبهر جاءني
الإلهام الأخير بإضرام النار في البيت، في الوقت الذي ظهرت فيه روسا كاباركاس
هادئة عند الباب بقميص النوم . لم تقل شيئا. جردت بنظرها أضرار الكارثة،
وتأكدت من أن الطفلة التي تتقوقع على نفسها مثل حلزون ورأسها مخبأ بين
ذراعيها، مروعة ولكنها سليمة.
- رباه، هتفت روسا كاباركاس، ما الذي لم أكن مستعدة لتقديمه مقابل حب كهذا؟
تأملت كامل قامتي بنظرة مشفقة، وقالت لي آمر ة: هيا بنا. تبعتها إلى بيتها. قدمت
لي كأس ماء بصمت، وأومأت لي أن أجلس قبالتها، وطالبتني بالاعتراف . قالت لي :
حسن، تصرف الآن كراشد، وأخبرني: ما الذي أصابك؟
أخبرتها بما أرى أنه حقيقة بيّنة. استمعت إل يّ روسا كاباركاس بصمت، دون
استغراب، وأخيرا بدت مشرقة . قالت لي : يا للروعة، لقد كنت أقول على الدوام، إن
الغيرة تعرف أكثر مما تعرفه الحقيقة . وأخبرتني عندئذ بالحقيقة دون تحفظ . قالت
إنها في ذهول ليلة الجريمة نسيت الطفلة بالفعل نائمة في إحدى الغرف . وقد قام أحد
زبائنها وهو محامي القتيل في الوقت نفسه، بتوزيع الهبات والرشى بسخاء،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالجمعة مايو 08, 2009 4:25 pm

61
ودعا روسا إلى فندق استجمام في كارتاخينا دي إندياس، ريثما تتلاشى ضجة الجريمة .
وقالت روسا: لم أتوقف طوال هذا الوقت لحظة واحدة عن التفكير بك وبالطفلة . وقد
رجعت أول أمس، وكان أول ما فعلته هو الاتصال بك هاتفيًا. ولكن أحدا لم يرد، أما
الطفلة فجاءت فورا وكانت في حالة مزرية جدًا حتى إنني حممتها لك وألبستها
وأرسلتها إلى صالون التجميل، طالبة أن يجملوها كملكة، وقد رأيت كيف هي : على
أكمل حال . الملابس الفاخرة؟ إنها من الفساتين التي أؤجرها إلى فتياتي الفقيرات،
عندما يكون عليهن الذهاب إلى حفلات راقصة مع الزبائن . المجوهرات؟ إنها
مجوهراتي، ويكفي أن تلمسها لتتبين أنها الماس من الزجاج، وحلي من الصفيح .
وانتهت إلى القول : وهكذا كفاك إزعاجا، هيا اذهب لإيقاظها والاعتذار منها، وتول
مسؤوليتها نهائيًا. ليس هناك من هو أحق منكما بالسعادة.
بذلت جهدا خارقا لأصدقها، ولكن الحب كان أقوى من العقل . عاهرات! قلت لها
معذبًا بالنار المتأججة التي تحرقني من الداخل . وصرخت: هذه هي حقيقتكن :
عاهرات براز! لا أريد أن أعرف أي شيء عنك أو عن أي عاهرة أخرى في العالم،
وخاصة هي . أومأت إليها من الباب بإشارة وداع إلى الأبد، ولم يخامر روسا
كاباركاس الشك في جديتي.
- ليكن الرب معك – قالت لي بتكشيرة حزن، ثم عادت إلى حياتها الواقعية لتقول:
- على كل حال، سأرسل إليك فاتورة بالأضرار التي أحدثتها في الغرفة
62
الفصل الخامس:
بينما أنا أقرأ (إيدوس مارس ) وجدت جملة مشؤومة ينسبها المؤلف إلى يوليوس
قيصر: (من المستحيل ألا ينتهي المرء إلى أن يكون مثلما يظنه الآخرون ). لم
أستطع التأكد من الأصل الحقيقي للجملة في كتابات يوليوس قيصر، ولا في أعمال
كتاب سيرته، ابتداء من سيتونيو حتى كاركو بينو، ولكن معرفتها تستحق العناء،
فانطباق قدريتها على مسار حياتي في الشهور الأخيرة التالية هو ما منحني التصميم
الذي أحتاج إليه، ليس من أجل كتابة هذه الذاكرة فقط، وإنما لأبدأها حياء بحبي
لديلغادينا.
لم أكن أجد لحظة من الراحة، وكنت لا أكاد آكل شيئا، وفقدت كثيرا من وزني حتى
أن بناطيلي لم تعد تثبت على خصري . الآلام المتنقلة استقرت في عظامي، وكان
مزاجي يتبدل دون سبب . أقضي الليالي في حالة انبهار، لا تسمح لي بالقراءة، ولا
سماع الموسيقى، واقضي النهار بالمقابل، ورأسي يتثاقل في إغفاءات بلهاء، لا تنفع
للنوم.
نزلت علي الراحة من السماء، ففي جندول لوما فريسكا المزدحم همست في أذني
جارة في المقعد، لم أنتبه إليها حين صعدت : هل ما زلت تضاجع؟ كانت كاسيلدا
أرمينتا. إنها حب قديم من غراميات ثلاثة بخمسة، تحملتني كزبون مواظب منذ
كانت صبية متكبر ة. وبعد تقاعدها، وهي نصف مريضة وليس لديها فلس واحد،
تزوجت من بستاني صيني منحها اسما ودعما، وربما القليل من الحب . كان لا يزال
لها اللون نفسه، وهي في الثالثة والسبعين من عمرها، ولا تزال جميلة وقوية
الشخصية وتحتفظ بتدفق المهنة وطلاقة اللسان.
أخذتني إلى بيتها في بستان صنيين على رابية في الطريق على البحر . جلسنا على
كراسي الشاطئ، على شرفة ظليلة، ما بين سراخس وشجيرات أسترومليا وارفة،

.....يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالأحد مايو 10, 2009 4:37 pm

63
وأقفاص طيور معلقة بأفاريز السقف . وعلى سفح الرابية، كان البستانيون الصينيون
يظهرون بقبعاتهم المخروطية، وهم يزرعون الخضروات تحت الشمس المحرقة،
ويظهر لنا كذلك البحر الرمادي عند بوكاس دي ثينيثا، مع سدين من الصخور
يحددان ضفتي النهر، لعدة فراسخ داخل البحر.
وبينما نحن نتبادل الحديث رأينا عابرة محيطات بيضاء تدخل مصب النهر،
وتتبعناها صامتين على أن سمعنا خوار الثور الكئيب الذي أطلقته في المرفأ النهري .
فتنهدت هي : أتتذكر؟ منذ أكثر من نصف قرن، هذه هي المرة الأولى التي لا
أستقبلك فيها في الفراش . فقلت: لقد صرنا آخرين . وواصلت هي دون أن تسمعني :
كلما قالوا شيئا عنك في المذياع، يمتدحونك للمحبة التي يكنها الناس لك، ويسمونك
معلم الحب، تصور، أفكر في أنه ليس هناك من عرف ظرافاتك ونزواتك مثلما
عرفتها أنا. وقالت: بجد، ما كان يمكن لأحد أن يتحملك خيرًا مني.
لم أستطع المقاومة أكثر . وانتبهت هي إلى ذلك، رأت عيني المضمختين بالدموع،
ولابد أنها اكتشفت عندئذ فقط أنني لست الشخص الذي كنته . حدقت فيها بجرأة لم
أتصور قط أنني قادر عليها، وقلت لها: المسألة هي أن ني آخذ بالهرم . فتنهدت هي :
بل إننا هرمنا. والمسألة هي أن أحدنا لا يشعر بذلك في داخله، فيما الجميع يرونه
من الخارج.
كان مستحيلا ألا افتح لها قلبي، وهكذا أخبرتها بقصة ما يحرقني من الداخل كاملة،
منذ مكالمتي الأولى مع روسا كاباركاس، عشية بلوغي التسعين، وحتى ال ليلة
التراجيدية التي حطمت فيها الغرفة، ولم أرجع بعدها. استمعت إليّ وأنا أفرج عن
نفسي، كما لو أنها تعيش ما أرويه، ثم قلبته وفكرت فيه بتمهل شديد، وأخيرا
ابتسمت، وقالت لي:
- افعل ما تشاء، ولكن لا تضيع هذه المخلوقة . فليس هناك نكبة أسوأ من موت
المرء وحيدّا.
64
ذهبنا إلى بويرتو كولومبيا، في القطار الصغير الشبيه بلعبة أطفال، والبطيء مثل
حصان. تناولنا الغداء قبالة المرسى الخشبي المنخور الذي دخل منه الجميع إلى
البلاد، قبل أن يتم تجريف مصب بوكاس دي ثينيثا. جلسنا تحت مظلة من سعف
النخيل، حيث تقدم النساء الزنجيات السمينات، سمكا مقليا مع رز جوز الهند،
وشرحات الموز الأخضر . غفونا في قيظ الساعة الثانية الشديد، وواصلنا الحديث إلى
أن غطست الشمس الملتهبة الضخمة في البحر . بدا لي الواقع وهميا. انظر إلى أين
تحقق شهر عسلنا، قالت هي ساخرة، ولكنها تابعت بجد : إنني أنظر اليوم إلى
الوراء، وأرى صفوف آلاف الرجال الذين مروا على فراشي، وأقدم روحي لأنني
بقيت ولو مع الأسوأ منهم، الحمد لله أنني عثرت على صيني في الوقت المناسب .
إنني كمن هي متزوجة من عقلة الإصبع، ولكنه لي وحدي.
نظرت إلى عين يّ لتقدر رد فعلي على ما حدثتني به للتو، وقالت لي : اذهب الآ ن
فورًا، للبحث عن هذه المخلوقة البائسة، حتى وإن كان صحيحا ما تقوله لك الغيرة،
ولتكن ما تكون، فما حدث لا يمكن لأحد أن يبدله . ولكن دون رومانسيات جد
عجوز، أيقظها، ضاجعها حتى من أذنيها بعضو الحمار هذا الذي كافأك به الشيطان،
بسبب نذالتك وخستك . وانتهت إلى القو ل من أعماق روحها: بجد، إياك أن تموت
قبل أن تجرب روعة المضاجعة عن حب.
كانت يدي ترتجف، في اليوم التالي، عندما أدرت رقم الهاتف، سواء بسواء توتري
من العودة للقاء مع ديلغادينا، أو من تشككي من الطريقة التي سترد بها علي روسا
كاباركاس، كنا قد اختلفنا في نزاع جدي، بسبب تعسفها في تقويم الأضرار التي
أحدثت في غرفتها. وكان علي أن أبيع لوحة محببة من لوحات أمي، تقدر قيمتها
بثروة كبيرة، ولكنني في ساعة الحقيقة لم أحصل ولو على عشر أوهامي . فزدت
المبلغ بما تبقى من مدخراتي، وحملته إليها بعبارة لا تقبل الاستئناف : إما أن تأخذي
المبلغ أو تتخلي عنه . كان تصرفا انتحاريا، لأنه يمكن لها بيع سر واحد من أسراري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالأحد مايو 10, 2009 4:44 pm

65
أن تقوض اسمي وسمعتي . ولكنها لم تتأثر بل احتفظت باللوحات التي كانت قد
أخذتها كرهن، في ليلة النزاع كنت الخاسر المطلق في لعبة واحد ة: فقد وجدت نفسي
من دون ديلغادينا ومن دون روسا، ومن دون آخر مدخراتي، ومع ذلك سمعت رنين
الهاتف مرة مرتين ثلاثا، وأخيرا جاء صوتها: نعم؟ لم يخرج صوتي . وأعدت
سماعة الهاتف . استلقيت في أرجوحة النوم محاولة استعادة هدوئي بشعر زهدي
غنائي لساتيه، وتعرقت إلى حد تبلل معه قماش الأرجوحة . ولم أجد الشجاعة
للاتصال حتى اليوم التالي.
- حسن يا امرأة – قلت بصوت حاسم - اليوم أجل.
وكانت روسا كاباركاس، وكيف لا، قد تجاوزت كل شيء، تنهدت بحماسها الذي لا
يهزم: آي يا عالمي الحزين، تختفي شهرين وتأتي لتطلب أوهاما وحسب . أخبرتني
أنها لم تر ديلغادينا منذ أكثر من شهر، وبدا لها أنها قد اس تعادت توازنها من الرعب
الذي سببه لها تحطيمي للغرفة، حتى إنها لم تتحدث عن تلك الأضرار، ولم تسأل
عني. وكانت سعيدة جدا بعمل جديد أكثر راحة وأفضل أجرا من خياطة الأزرار .
أحرقت موجة نار متقدة أعماقي . وقلت: لا يمكن لهذا العمل إلا أن يكون الدعارة.
فردت علي روسا كاباركاس دون أن يرف لها جفن : لا تكن فظا، لو أنها عملت
عاهرة لكانت هنا. فأين يمكن لها أن تكون أفضل؟ سرعة جوابها المنطقي زادت من
شكوكي: وكيف أعرف أنها ليست عندك؟ فأجابت هي : في هذه الحالة، من الأفضل
لك ألا تعرف شيئا، أليس كذلك؟ كرهتها مرة أخرى . وتعهدت هي، م تجاوزة
الضغائن، بتتبع أثر الطفلة . ولكن دون أمل كبير، لأن هاتف الجارة، حيث كانت
تتصل بها، لا يزال مقطوعا وليس لديها أدنى فكرة عن مكان إقامتها. وقالت: ولكن
هذا لا يعني أن تستسلم للموت، يا للعنة، سأتصل بك خلال ساعة.
كانت ساعة من ثلاثة أيام، ولكنها عثرت على الطفلة مستعدة وسليمة . رجعت
خجلا، وقبلتها شبرا شبرا، كتكفير، منذ الثانية عشرة ليلا حتى صياح الديكة . اعتذار
66
طويل عاهدت نفسي على مواصلة تكراره إلى الأبد، وكان ذلك كالعودة في كل مرة
للبدء من الصفر . كانت الغرفة خربة، وكان سوء التصرف قد أجهز على كل ما
وضعته فيها. لقد تركت روسا الغرفة على هذه الحال، وقالت لي إن أي تحسين
يجب أن أقوم به بنفسي، مقابل ما أنا مدين لها به . ومع ذلك فإن وضعي المادي كان
يلامس القاع . فنقود التقاعد لا تكفي إلا لأشياء أقل في كل مر ة. والأشياء القليلة
القابلة للبيع مما تبقى في البيت – باستثناء مجوهرات أمي المقدسة - تخلو من أي
قيمة تجارية، وليس هناك ما هو قديم جدا ليباع على أنه أثري. ففي أزمنة أفضل من
هذه قدم لي المحافظ عرضا مغريا، لشراء كامل ما لدي من مؤلفات الكّتاب
الكلاسيكيين الإغريقيين واللاتينيين والأسبان، من أجل مكتبة المقاطعة، ولكن قلبي لم
يطاوعني على بيعها. وفيما بعد مع التبدلات السياسية وتردي العالم، لم يعد هناك في
الحكومة من يفكر في الفنون أو الآداب . ومتعبًا من البحث عن حل مشرف، وضعت
في جيبي المجوهرات التي كانت ديلغادينا قد أعادتها إليّ وذهبت لرهنها في شارع
شؤم يؤدي إلى السوق العام. ذرعت عدة مرات، بهيئة عالم ساه، زقاق الأوكار ذاك
المزحوم بحانات سيئة السمعة، ومحلات بيع كتب قديمة، بيوت رهونات، لكن كرامة
فلورينا دي ديوس، سدت الطريق أمامي : لم أمتلك الجرأة، عندئذ قررت أن أبيعها
برأس مرفوع، في أقدم محل مجوهرات وأرسخها مكانة.
وجه إليّ الموظف بعض الأسئلة وهو يفحص المجوهرات بنظارة المونوكل . كان له
سلوك وأسلوب ورهبة الطبيب . أوضحت له أنها مجوهرات موروثة عن أمي . وكان
يوافق على كل توضيح مني بهمهمة. وأخيرا نزع المونوكل عن عينه وقال:
- آسف ولكنه مجرد زجاج من قوارير.
وحيال مفاجأتي أوضح لي بعذوبة مشفقة: لحسن الحظ أن الذهب ذهب والبلاتين
بلاتين. لمست جيبي لأتأكد من وجود إيصالات الشراء معي وقلت دون إساءة:
- لقد اشتريت المجوهرات من هذا المتجر السامي نفسه، قبل أكثر من مئة سنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالإثنين مايو 11, 2009 6:36 am

67
لم يسبب له ذلك أي ارتباك . وقال: يحدث عادة في المجوهرات الموروثة أن تأخذ
أثمن الأحجار بالاختفاء مع مرور الزمن؛ وتستبدل على يد ضالين من الأسرة أو
على يد صائغين لصوص . ولا تكتشف الخدعة إلا عندما يحاول أحد بيعها. ولكن
اسمح لي بثانية واحدة، قال ذلك، وحمل المجوهرات عبر الباب الذي في العمق .
ورجع بعد دقائق، ودون أن يقدم أي توضيح، أومأ لي ب ان أجلس على كرسي
الانتظار، وواصل عمله . تفحصت لمتجر . كنت قد جئت إليه مع أمي عدة مرت،
وأتذكر كلمة كانت تتكرر : (لا تخبر أباك ). وفجأة خطرت لي فكرة جعلت بدني
يقشعر: ألا تكون روسا كاباركاس وديلغادينا، في اتفاق مشترك، قد باعتا الأحجار
الثمينة الأصلية، وأعادتا لي المجوهرات بأحجار مزيفة؟
كنت تأجج في الشكوك، عندما دعتني سكرتيرة لمرافقتها عبر الباب نفسه الذي في
العمق، إلى مكتب صغير، فيه خزانة طويلة تضم مجلدات ضخمة . نهض بدوي بدين
من وراء المنضدة التي في صدر الغرفة، وصافحني قائلا على سبيل التحية دون
كلفة، وبتدفق أصدقاء قدماء : لقد درسنا الثانوية معا. كان من السهل عل يّ تذكره، فقد
كان أفضل لاعب كرة قدم في المدرسة، وبطل مواخيرنا الأولى . كنت قد توقفت عن
اللقاء به في لحظة غير مؤكدة، ولا بد أنه رآني هرمًا جدا فخلط بيني وبين أحد
زملاء الطفولة.
كان هناك على زجاج منضدته مجلد مفتوح، من مجلدات أرشيف المحل، حيث سجل
مجوهرات أمي، سرد دقيق، بالتواريخ والتفاصيل، يبين أنها هي نفسها من طلبت
استبدال أحجار جيلين من نساء آلكارغامينتوس الجميلات والوقورات وباعت
الأحجار الأصلية إلى المتجر نفسه . حدث هذا عندما كان أبو المالك الحالي يدير
متجر المجوهرات، وكنا أنا وهو تلميذين في المدرسة، ولكنه طمأنني، فمثل تلك
الحيل كانت شائعة بين العائلات الكبيرة المنكوبة، من أجل حل حاجة مستعجلة
للمال، دون التضحية بشرفها. وحيال الحقيقة الفجة، فضلت الاحتفاظ بالمجوهرات
كذكرى من فلورينا دي ديوس أخرى لم أعرفها قط.
68
في أوائل شهر تموز، أحسست بالبعد الحقيقي للموت، فقد قلبي وزنه، وبدأت أرى
نذر النهاية المؤكدة، وأشعر بها في كل مكان . وكان أكثر تلك النذر وضوحا، الحفلة
الموسيقية في قاعة الفنون الجميلة . فقد تعطلت أجهزة التكييف، وكان صفوة رجال
الفنون والآداب يُطهون بعرقهم في القاعة المكتظة، ولكن سحر الموسيقى كان جوا
هزني الكشف ، Allegretto poco mosso سماويا. وفي النهاية، عند عزف
المبهر بأنني أستمع إلى آخر كونشيرتو يتيحه لي القدر قبل أن أموت، لم أشعر بألم
ولا بخوف، وإنما بتأثر جارف، بأنني تمكنت من المواصلة إلى أن انتهيت من سماع
الكونشيرتو.
وعندما تمكنت في النهاية من شق طريقي وأنا مبلل بالعرق وسط المعانقات
والصور، وجدت نفسي وجها لوجه مع خيمينا أورتيث، مثل ربة عمرها مئة سنة،
على كرسي متحرك، مجرد حضورها فرض نفسه علي مثل خطيئة مميتة . كانت
ترتدي عباءة حريرية، وتضع عقد لؤلؤ أصلي من ثلا ث لفات، وكان شعرها الذي
بلون الصدف مقصوصًا على موضة سنوات العشرينات، مع طرف منه على خدها،
كجناح نورس، وعيناها الواسعتان الصفراوان تزدادان تألقًا بالظل الطبيعي الذي
يحيط بهم ا. كل شيء فيها يناقض ما يشاع عن أن عقلها قد مسح وصار بياضا،
بفعل تآكل الذاكرة الذي لا مفر منه . وجدت نفسي متجمد وبلا مهرب في مواجهتها،
فتغلبت على هبة النار التي صعدت إلى وجهي وحييتها بصمت، بانحناءة فرسائية .
فابتسمت مثل ملكة، وأمسكت يدي، وانتبهت عندئذ أنها هي أيضا مستهدفة من القدر،
ولم أضيع الفرصة كي انتزع شوكة تؤرقني منذ الأزل، فقلت لها: لقد حلمت سنوات
طويلة بهذه اللحظة . بدا عليها أنها لم تفهمني، وقالت : صحيح! ومن تكون أنت؟ لم
أدر قط، إذا كانت قد نسيتني حقًا أم أنه انتقام حياتها الأخير.
أما اليقين بأنني خالد بالمقابل، ففاجأني قبل قليل من بلوغي الخمسين، في مناسبة
كتلك، في ليلة كرنفال، رقصت فيه تانغو أباتشي مع امرأة عجيبة، لم أر وجهها قط،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالإثنين مايو 11, 2009 6:42 am

69
أضخم جسد ًا مني بما يقارب الأربعين ليبرة، وأطول قامة بشبرين تقريبا، وتتيح أن
تحمل مع ذلك مثل ريشة في مهب الريح . كنا نرقص متلاصقين جدًا، حتى أنني
أحسست بدوران دمها في عروقها، ووجدت نفسي كالمنوم تلذذا بأنفاس ها اللاهثة،
ورائحة أمونياك عرقها وثدييها اللذين كثديي منجمة عندما هزني لأول مرة جؤار
الموت، وكاد يطرحني أرضا. كان ذلك على شكل نبوءة فظة في الأذن : افعل ما
تشاء، ففي هذه السنة أو بعد مئة سنة ستكون ميتا إلى أبد الآبدين . ابتعدت المرأة
عني مذعورة: ماذا أصابك؟ لا شيء، قلت لها ذلك وأنا أحاول تثبيت قلبي،
وأضفت:
- إنني أرتعش هيامًا بك.
منذ ذلك الحين، بدأت أقيس الحياة بالعقود وليس بالسنين، فخمسينياتي كانت حاسمة،
لأنني وعيت فيها أن الجميع تقريبًا، أصغر مني سنًا، وسنوات ستينات حياتي كانت
الأكثر زخمًا بسبب شكوكي بأ نه لم يبق لي متسع من الوقت للخطأ. وكانت سنوات
السبعينات مرهوبة بسبب خوفي من أن تكون الأخيرة. ومع ذلك عندما استيقظت
حيًا في صباح اليوم الأول من سنوات تسعيناتي في سرير ديلغادينا السعيد، اخترقتني
الفكرة السارة بأن الحياة ليست شيئا يمضي مثل نهر هيراقليط . وإنما فرصة وحيدة
لقلبنا على الشواية ومواصلة شوائنا جانبنا الآخر لتسعين سنة أخرى.
صرت سهل الدمع، فأي إحساس له علاقة بالحنان، يسبب لي عقدة في حلقي لا
أتمكن دوما من التحكم بها، وفكرت في التخلي عن متعة السهر على نوم ديلغادينا،
ليس ذلك لعدم يقينية موتي، بقدر ما هو ألم من تصورها من دوني في بقية حياتها.
وفي أحد أيام الالتباس تلك رحت أجوب ساهيا شارع (الكتبة بالعدل ) بالغ النبل،
وفوجئت بأنه لم يعد يوجد هناك إلا أنقاض فندق الغراميات القديم، حيث أدخلت عنوًة إلى عالم فنون الحب، قبل قليل من بلوغي الثانية عشرة من عمري . لقد كان
منزلا لأصحاب شركة ملاحة، لا يضاهيه في الروعة إلا قلة من البيوت في المدينة
70
بأعمدة مغطاة بصفائح المرمر . وأفاريز ملمعة بماء الذهب، يقوم حول فناء داخلي
ذي قبة زجاجية من سبعة ألوان، تشع ببريق دفيئ . في الطابق السفلي ذي البوابة
القوطية المطلة على الشارع كانت هناك لأكثر من قرن مكاتبة توثيق العقود
الاستعمارية، حيث عمل والدي وازدهر وأفلس على امتداد حياة كاملة من الأحلام
الخيالية. راحت العائلات التاريخية تهجر، شيئًا فشيئا، الطوابق العليا التي انتهت إلى
أن يشغلها جيش من بنات الليل المنكوبات اللواتي يصعدن وينز لن حتى الفجر، مع
زبائن يصطدنهم، ببيزو ونصف، من حانات المرفأ النهري القريب.
في الثانية عشرة من عمري وكنت لم أزل أرتدي بنطالي القصير وجزمة المدرسة
الابتدائية، لم أستطع مقاومة إغواء التعرف على الطوابق العليا، فيما والدي يجادل
في واحد من اجتماعاته التي لا تنتهي، فوجدت نفسي في مشهد سماوي، النساء
اللواتي يهدرن أجسادهن حتى الفجر يتنقلن في البيت منذ الحادية عشرة صباحا،
عندما يشتد حر قبة الزجاج الملون بصورة لا تطاق، ويكون عليهن ممارسة حياتهن
المنزلية بالتنقل عاريات في كل أنحاء البيت، وهن يتبادلن الحديث بأصوات صارخة
عن مغامراتهن الليلية . وقفت مرعوبا. والشيء الوحيد الذي خطر لي هو الهروب
من حيث دخلت، ولكن احتضنتني من الخلف إحدى العاريات . كانت متينة اللحم،
تعبق برائحة صابون ريفي . وحملتني إلى حجرتها كرتونية الجدران، دون أن أتمكن
من رؤيتها وسط صراخ وتصفيق النزيلات العرايا. ألقت بي على ظهري فوق
سريرها الذي يتسع لأربعة أشخاص، ونزعت بنطالي بحركة بارعة، وامتطتني، لكن
الهلع الجليدي الذي كان يبلل جسدي حال دون أن أتلقاها كرجل . في تلك الليلة وأنا
مؤرق في فراشي في بيتنا، من خجل ذلك الانقضاض . لم أستطع النوم أكثر من
ساعة، وأنا متلهف للعودة لرؤيتها. ولكنني في صبح اليوم التالي، فيما أهل السهر لا
يزالون نائمين، صعدت مرتجفا إلى حجرتها، وأيقظتها وأنا أبكي بصوت عال، في
حب مجنون استمر إلى أن عاثت به دون شفقة رياح الحياة الواقعية . كان اسمها
كاستورينا، وكانت ملكة المحل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالإثنين مايو 11, 2009 6:48 am

71
كانت غرفة الفندق تؤجر ببيزو واحد للغراميات العابرة، ولكن قلة هم الذين يعرفون
أن قضاء أربع وعشرين ساعة، يكلف السعر نفسه . أضف على ذلك أن كاستورينا
أدخلتني في عالمها التعس، حيث اعتادت النزيلات دعوة الزبائن الفقراء إلى فطور
احتفالي، وإعارتهم الصابون، ومعالجة آلام أسنانهم، وفي بعض الحالات المستعجلة،
يقدمن لهم الحب إحسانًا.
ولكن في أمسيات شيخوختي الأخيرة لم يعد هناك من يتذكر كاستورينا الخالدة،
الميتة منذ وقت لا يعرفه أحد، والتي ارتقت من نواصي المرفأ النهري البائسة لتصل
إلى العرش المقدس للقوادة الأم الكبرى، بعصبة قرصان على عينه المفق ودة في
نزاع حانة . وكان حاميها الأخير المناوب زنجيا سعيدا من كاماغوي، يسمونه يونس
المجذف، وقد كان عازف ترومبون من الكبار في هافانا، إلى أن فقد الابتسامة
الكاملة في كارثة قطارات.
لدى خروجي من تلك الزيارة المرة، أحسست بوخزة في القلب لم أستطع التخفيف
منها، طوال ثلاثة أيام، بكل أنواع مشروبات النباتات البيتية المغلية . الطبيب الذي
لجأت إليه على عجل، وهو فرد من سلالة أطباء مشهورين، كان حفيد ًا للذي
فحصني وأنا في الثانية والأربعين، وقد أفزعني شبهه به، فقد كان هرما جدا مثل
جده السبعيني، بفعل صلعة مبكرة، ونظارة قصر نظر لا عودة عنه، وكآبة لا عزاء
لها. أجرى لي فحص دقيقا لجسدي بكامله، بتركيزِ صائغ، تنصت إلى صدري
وظهري، وفحص ضغطي الشرياني، وحركة ركبتي الانعكاسية، وعمق عيني،
ولون الجفن السفلي . وخلال الوقفات وأنا أبدل وضعي على منضدة الفحص، كان
يوجه إلي أسئلة شديدة الإبهام، وبسرعة يكاد لا يتيح لي معها المجال للإجابة . وبعد
ساعة من الفحوص نظر إلي بابتسامة سعيدة وقال : حسن، أظن أنه ليس لدي ما
أفعله لك . ما الذي تعنيه حضرتك؟ أعني أن وضعك في أحسن حال في سنك هذه.
فقلت له : يا للغرابة، لقد قال لي جدك الشيء نفسه، حين كنت في الثانية والأربعين
72
من عمري، يبدو كما لو أن الزمن لا ينقضي . فقال: سوف تجد دوما من يقول لك
الشيء نفسه، لأنه ستكون لك سن ما في كل مرة. فحاولت أنا استفزازه لإصدار
حكم مرعب بالقول له : السن الوحيدة الحاسمة هي الموت . فقال هو : أجل، ولكن
ليس من السهل الوصول إليه في حال جيد ة مثل حالتك . يؤسفني حق ًا أنني لا أستطيع
خدمتك.
لقد كانت ذكريات نبيلة . ولكنني في عشية التاسع والعشرين من آب، أحسست بالثقل
الهائل للقرن الذي ينتظرني، وأنا أصعد بخطوات حديدية أدراج بيتي . وعندئذ عدت
لأرى مرة أخرى فلورينا دي ديوس، أمي، في سريري الذي كان سريرها حتى
موتها. ومشوشا بالتأثر، فهمت تلك الذكرى على أنها الإنذار الأخير، فاتصلت بروسا
كاباركاس كي تستدعي لي الطفلة، في تلك الليلة بالذات، خوفا من ألا يتحقق موتي
بالبقاء على قيد الحياة حتى النفس الأخير من سنواتي التسعين . وعدت للاتصال بها
في الساعة الثامنة، فكررت لي مرة أخرى، أن ذلك غير ممكن . فصرخت بها
مرعوبًا: يجب أن يكون ممكنا بأي ثمن . أغلقت الهاتف دون وداع، ولكنها عادت
للاتصال بعد خمس عشرة دقيقة:
- حسن، ها هي هنا.
وصلت في العاشرة وعشرين دقيقة ليلا، وقدمت إلى روسا كاباركاس آخر أوراق
حياتي، مع ترتيباتي بشأن الطفلة بعد نهايتي الرهيبة . ظنت هي أنني قد تأثرت
للتجريح، وقالت لي بمزاج ساخر : إذا كنت تريد الموت فلا تفعل ذلك هنا، تصور .
ولكنني قلت لها: قولي إن قطار بويرتو كولومبيا، ذلك الخردة البائس المحزن غير
القادر قتل أحد، قد صدمني، ومستعدا لكل شيء في تلك الليلة، اس تيقظ على ظهري
بانتظار الألم النهائي، في اللحظة الأولى من سنتي الواحدة والتسعين . سمعت قرع
نواقيس نائية، وشممت شذا روح ديلغادينا النائمة على جنبها. سمعت صرخة في
الأفق، ونحيب أحد ربما يكون قد مات قبل قرن، في الغرفة نفسها. وعندئذ أطفأت
النور بالنفس الأخير، وش بكت أصا بعي بأصابعها كي أقتادها من يدها، وعددت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالإثنين مايو 11, 2009 6:51 am

73
الاثنتي عشرة دقة التي أعلنت الثانية عشرة وبدموعي الاثنتي عشرة الأخيرة إلى أن
بدأت الديكة تصيح، ودوت على الفور نواقيس الغبطة السماوية، وفرقعة الأسهم
النارية في الحفلة التي كانوا يقيمونها فرحا بتجاوزي التسعين من حياتي سليما أو
معافى.
كانت كلماتي الأولى موجهة إلى روسا كاباركاس : أنا مستعد لشراء البيت منك، كله،
مع الحانوت والبستان، فقالت هي : فلنتوصل إلى رهان مسنين : من يبقى منا حيا
يستحوذ على كل ما يملكه الآخر، ونوقع على ذلك أمام كاتب بالعدل . لا لست موافقا
لأنني إذا مت أريد أن يصير كل شيء إليها. فقالت روسا كارباكاس : وهذا ما أريده
أنا. فسوف أتولى أمر الطفلة، وأترك لها بعد ذلك كل شيء، ممتلكاتك وممتلكاتي؛
فليس لي أحد سواها في هذا العالم . وفي أثناء ذلك فلنعد ترميم غرفتك وترتيبها
بحمام جديد وجهاز تكييف هواء، وبكتبك وموسيقاك.
- أتظنين أنها ستوافق؟
فقالت كاباركاس وهي تكاد تموت من الضحك:
- آي يا عالمي الحزين، أفهم أنك عجوز، ولكن ليس أبله . هذه المخلوقة المسكينة
وفية في حبها لك.
خرجت إلى الشارع المشع، ولأول مرة تعرفت على نفسي في الأفق البعيد لقرني
الأول في الحيا ة. كان بيتي الصامت والمرتب، في الساعة السادسة والربع، قد بدأ
ينعم بألوان فجر سعيد . كانت داميانا تغني بأعلى صوتها في المطبخ، والقط الذي
استعاد الحياة، حك ذيله بكعبي، وواصل المشي معي حتى منضدة كتابتي . وهناك
كانت مرتبة أوراقي الذابلة ودواة الحبر، وريشة البجعة، في الوقت الذي اندلعت فيه
الشمس بين أشجار اللوز في الحديقة، ودخلت سفينة البريد النهرية، المتأخرة أسبوعا
بسبب الجفاف، إلى قنال المرفأ وهي تطلق الجؤار . إنه الحياة الواقعية أخيرًا، بقلبي
الناجي والمحكوم بالموت في حب طيب، في الاحتضار السعيد لأي يوم بعد بلوغي
المئة.
.........................................النهاية



أيار 2004
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg
السونتراوي
مشرف
مشرف
السونتراوي


عدد الرسائل : 1104
الرتبة : 4
تقييم المشاركات : 2
تاريخ التسجيل : 17/08/2007

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالأربعاء مايو 20, 2009 5:42 am

رواية جميلة لقد اتممتها فقط الآن

شكرا لك التاركيستي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
targiste
مشرف
مشرف
targiste


عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : jebha
تقييم المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2009

رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز   رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت مايو 23, 2009 5:24 pm

لاشكر على واجب اخ السنتراوي



بصحتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rannd.com/up//uploads/images/rannd8ab6e5d919.jpg
 
رواية ذاكرة غانياتي الحزينات . غابرييل غارسيا مركيز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
آش واقع في الجبهة؟ :: مواضيع حول الجبهة-
انتقل الى: